سكـــــوت الصمــت
فى يوم من الايام وفى الصباح خرجت منال كعاده كل يوم الى النادى لتقابل اصدقائها حيث تفرح وتسعد معهم كاى بنت فى سنها.
كانت تبلغ من العمر ال21 عاما وكانت منال تتميز بأنها بنت رقيقه وجميله يتمنى أى شاب الارتباط بها ,وكانت منال لا تفكر فى الارتباط لأنها لم تجد فارس أحلامها الذى تبحث عنه ,وعندها أمل انها ستقابله.
وفى يوم من الايام جلست منال مع أصحابها فى النادى يتحدثون ويضحكون كعاده كل يوم, وفى لحظه ما وبدون أى مقدمات .لمحت منال شاب جالس هناك حيث الهدوء والمنظر الجميل ويجلس معه بعض أصدقائه وعندما التفت حوله وقعت عينه عليها وبدون أى حوار شعرت منال أن هناك شى غريب أحست به وهو أيضا انتفض من مكانه وظل ينظر إليها فى صمت تام.
وكان اصحابه يتحاورون مع بعضهم ولكنه فى عالم آخر, وظل الاثنان ينظرون الى بعضهما وقامت منال من مكانها وذهبت بعيدا حيث الهدوء والصمت, وظلت تسال نفسها ما هذا وما الذى يحدث لى وهل ما اشعر به حقيقه أم خيال وظنت أنه حلم وعادت بسرعه إلى نفس المكان ونظرت بعيدا حيث كان يجلس الشاب, ولم تجده فاعتقدت أنه حلم أو سراب وذهبت إلى البيت وبدأت تفكر فى هذا الشاب وما حدث فى النادى وظلت ملا مح هذا الشاب مطبوعه فى ذاكرتها .
ومرت الايام حتى أنها فى يوم من الايام وبالتحديد مساء يوم الجمعه.كانت حفله عيد ميلاد أحد أصدقائها وكانوا يرتبطون مع بعضهم بعلاقه صداقه من مدة قصيره ...وبدأت حفله عيد الميلاد, وإذا بمنال تفاجأ بالشاب فى الحفله والغريب أن هذا الشاب ظل ينظر إليها ولم يحاول أن يذهب ويكلمها وظلت تنظر إليه فى لهفه ..وتأكدت أن ما رأته فى النادى حقيقه وليس وهم أو سراب كما كانت تظن .. وتأكدت فى هذا اليوم أنها تحب هذا الشاب الذى لم تعرف حتى إسمه ...وتحقق حلمها الذى إنتظرته كثيرا ,وكثيرا ماكانت تبحث عنه فى خيالها منذ الطفوله .
وعلى الرغم من أنه لم يحدث بينهما أى كلام ,إلا أنها أحست أنه يبادلها نفس الاحساس وظلت هكذا كل يوم تذهب إلى النادى وتجلس فى نفس المكان وتنظر إليه وينظر إليها وكأنهم على ميعاد كل يوم. وفى نفس الوقت وعلى مدار هذه الايام تأكدت منال أنها بالفعل تحبه ..وأرادت أن تأخذ موقفا إيجابيا ,لأنها كانت تتعجب منه لأنه لم يحاول فى كل مره أن يذهب إليها ويكلمها ..وذهبت منال لتسال عنه بعض الناس ..من هو؟ وماهى ظروفه الشخصيه..؟ وأشياء أخرى تتعلق به ولكنها دائما ماكانت تجد أن إجابات كل من تسألهم ينقصها شئ ما..!
حتى قررت أن تاخذ موقف إيجابيا لأنها كانت ترى أن الحب الحقيقى يأتى للانسان مرة واحده فى حياته, ولذلك فمن الصعب أن يفرط الإنسان فى هذا الحب ... وقررت أن تصارح هذا الشاب بحبها .على الرغم من أنها طوال حياتها لم تعتاد على ذلك؟
وفى يوم ما كانت منال تنتظر فى النادى وكانت متخذه القرار وأنها ستذهب وتتكلم معه..؟ لأنها كانت ترى أنه بيبادلها نفس الاحساس والمشاعر, وبينما تفكر جاء الشاب وجلس فى نفس المكان وظل ينظر إليها. ودون تفكير إتجهت "منال" إليه حيث كان يجلس وحده تماما. فانتفض الشاب من على كرسيه متجها للخلف مسرعا وكأنه يحاول الابتعاد عنها باى طريقه ولكنها أوقفته.
وقالت له:انا معجبه بيك...؟
لكنه لم يرد؟
فسألته: إنت معجب بيه!؟انا حاسه بكده
ونظر إليها وفى عينيه الشوق واللهفه
فقالت منال :أنا معجبه بيك رد عليا,حتى لو مش معجب بيه,قول أى حاجه...؟
وحاول الشاب أن يمشى ويتركها. وفجأه......؟ أخذتها العزه والكرامه فهى لم تعتاد على ذلك من قبل.
وقالت له:انا آسفه بجد إن أنا ضايقتك.
وتركته منال منهارة والبكاء يملأ عيينها حيث شعرت أن الدنيا كلها قد هدمت فوق رأسها, وأن الظلام يخيم بين عينيها.ولو كانت تعلم فأن حال ذلك الشاب لم يكن أقل منها, بل أكثر بكثير.
ومرت الايام على منال ولم تستطع أن تنسى ذلك الشاب وظل حبه بين ضلوعها.وبينما منال مع صديقة لها دار بينهما حديثا تمنت منال أن ينتهى بإجابات عن تلك الأسئلة التى تراودها عن ذلك الشاب الغامض.
منال:إنتى تعرفى الشاب اللى قاعد هناك ده؟
صديقتها:أيوه ده يبقى بن خالتى !
منال: بجد...؟ يبقى عشان كده كان فى حفله عيد ميلادك
صديقتها:أيوه بس ليه يعنى هو في حاجه حصلت منه؟
منال:لأ بس هو غريب شويه.. دايما لوحده وقليل لما يكون مع أصحابه
صديقتها:على فكره دول أصلا مش أصحابه دول بس فيهم وأحد جاره ومعاه أصحابه فسلموا عليه. هو بس بيحب يبقى لوحده.
منال: ليه هو إنطوائي أوى للدرجه دى..؟
صديقتها: لأ بالعكس ده طيب جدا وشخصيه محترمه وفيه مميزات كتير أوى, بس.....!؟
منال:بس..بس إيه؟
صديقتها: لا ولا حاجه.. ماتخلينا نتكلم فى حاجه تانيه أحسن!!
منال: ليه..؟انا عايزه اعرف في إيه مش عايزه تقوليه
صديقتها:أصل هو.....؟
منال: إيه قولى ..؟
صديقتها: أصل هو أخرس..؟؟؟
منال: إيه بتقولى إيه أخرس أخرس....!؟؟
قالتها منال ثم تملكتها حاله من الذهول التام تصل إلى درجه الاغماء ولكن عيناها مفتحوتان.
صديقتها: عشان كده بيحب يبقى لوحده لانه بيلاقى صعوبه في التواصل مع الناس.
وبدون أى مقدمات أجهشت منال فى البكاء والدموع حتى كادت أن تروى الارض بدموعها ,وظلت تحدث نفسها
-معقول...؟اللى أنا حبيته واحد أخرس...؟ أخرس وكمان رحت أكلمه..هو ده فارس أحلامى اللى أنا إستنيته طول عمرى..!؟
وذهبت منال إلى البيت ووعدت نفسها أن تنساه للابد لانها أخطأت الاختيار ,وبالفعل لم تذهب منال إلى النادى لمده طويله حتى لا تراه. لكن ظل هذا الشاب يأتى كل يوم إلى النادى فى نفس الميعاد ولكنه لم يجدها , فقرر أن يسافر ويبعد فتره طويله حتى لا يراها وينساها . وبعدها بفترة ذهبت منال إلى النادى ولم تجده.وسرعان ما تأكدت منال أنها بالفعل تحبه وأنها لن تستطيع نسيانه ولن تحب أحدا غيره. وانتظرت منال طويلا حتى يعود هذا الشاب وتصارحه وتقول له أنها تحبه وأنها لا تستطيع العيش بدونه ولن تتنازل عنه مهما كانت الظروف لان الحب هو حب الروح وأن الحب سيبقى بينهم حتى الممات.وسوف تضحى بأى شئ مقابل ان تبقى معه. فكل ما تتمناه هو أن تراه وترى الحب فى عينيه ولا شئ غير ذلك.
وفى يوم ما ذهبت منال إلى النادى كعادة كل يوم, تبحث عنه فى كل مكان.وفجأه لمحته من بعيد.فذهبت إليه مسرعة والسعادة تملأ عينيها.وعندما وصلت إليه
قالت له :وحشتنى .أنا بحبك ومش هحب أى حد غيرك أنا عرفت كل حاجه. وكل اللى يهمنى إنى أشوف نظره الحب فى عينيك.
فكتب اليها :انا كمان بحبك وعمرى ماحبيت حد قبلك وعمرى ماحسيت بالحب إلا لما شوفتك
ولم تقابل منال كلامه إلا بابتسامه عبرت فيها عما بداخلها
ولكنه كتب لها :أنا مش هينفع أرتبط بيكى وأظلمك معايه بس المهم إنى أشوفك سعيده حتى لو هتعذب طول عمرى
منال: والدموع تغطى عينيها لأ أنا بحبك وإنت بتحبنى, مش هقدر أعيش من غيرك صدقنى...؟
لكنه لما يقابل حديثها سوى بنظرة أودع فيها حبه وقلة حيلته.. وسار هذا الشاب بعيدا وظلت تجرى هى ورائه حتى أوقفته
فكتب لها:أنا مش هسمح لنفسى اظلمك معايه .انا ممكن أظلم نفسى بس مش هقدر أظلمك معايه.انا خلاص مسافر فرنسا وهعيش باقى حياتى هناك وهتفضل صورتك دايما فى بالى وهتفضلى أجمل حاجه حصلت فى حياتى وأجمل وأرق إنسانه شفتها.وهموت وأنا بحبك.
وذهب بعيدا وظل يلتفت ورائه وينظر إليها فى لهفه وشوق والدموع تروى الارض التى شهدت على حبهم .وظل ينظر إليها وتنظر إليه حتى إختفى عن الانظار..
بقلم:ابراهيم رمضان غازى
roma