الجمعة، 11 سبتمبر 2009



نــــــدى

نظر الى السماء فوجد القمر في بدر تمامه..ثم تعجب... لماذا تلتف هذه النجوم حول القمر وكأنها تحتضنه..!هل جائت تؤنس وحدته..؟
كان هذا كل ما يراوده وهو يتجول في الشوارع مع أصدقاءه...ففى الصباح أول أيام الجامعه التى طالما إنتظرها من سنوات.
وبينما يحتفل خالد هو وأصحابه ,إذا ببنت جميله رأى فى عيناها برائه الاطفال تمر بجانبه وتقع عينه عليها وتقع عيناها عليه ..
والقمر يزداد جمالا والنجوم تضى أكثر ...ويمشى خالد ولا يعلم إلى أين يذهب وتمشى البنت ولا تعلم من أين أتت,وينتهى اليوم ويذهب الى البيت ولا يعلم ما الذى حدث ومن هذه الفتاه التى لم تفارق صورتها عيناه.
بالرغم من أنه لم يراها إلا ثوانى قليله ...وذهب إلى الجامعه أول أيام الدراسه وظل طوال الوقت يفكر فى البنت التى رآها بالامس ويتمنى أن يراها مره أخرى ...
ومرت أيام قليله وخالد كل يوم ينزل إلى الشوارع يبحث عنها فى كل مكان ....
حتى انه بدأ يفقد الامل فى رؤيتها مره أخرى ...وذات يوم وخالد فى الجامعه مع أصحابه إذا به يلمح من بعيد بنت جميله وكأنها قمر ,فيفاجأ خالد أنها نفس البنت التى رآها من قبل والتى يبحث عنها ...
فجرى خالد بسرعه متجها إليها ولكنها كانت مع أصحابها ..فرجع ولكنه عرف أنها فى نفس الكليه.
ففرح فرح كبيرا. وظل ينظر إليها وتنظر إليه بدون أى كلام .لدرجه أنه كان لا يترك أى محاضره ,ويظل طوال المحاضره ينظر إليها وتنظر إليه ولا يعلم ما الذى يقوله الدكتور.
وكان يستغل أى شى لمجرد أن ينظر إليها وظل هكذا فتره طويله, حتى عرف بالصدفه أن إسمها ندى.. ومضى فصل من العام الدراسى وجاء الفصل الثانى وهو فى كل مره يتردد أن يذهب ويحدثها.
وهى كانت تتعجب أنه لم يحاول أن يكلمها ,وكانت دائما تلاحظ أنه يتبعهاوأنه فى كل مكان هى فيه, وكانت تتمنى أن ياتى اليوم الذى يأتى فيه ليتكلم معها. وفى يوم من الايام قرر خالد أن يذهب ويكلمها لانه لم يعد يحتمل.وانتظر حتى نهايه اليوم الدراسى حيث تكون الجامعه شبه خاويه وفى هذه الحاله يستطيع أن يكلمها.
فذهب خالد ورائها .وندى ظلت تلتفت إليه وكانت تشعر أنه سياتى ليتكلم معها,وظل خالد ينظر من بعيد وفجأه تردد وشعر أن هذا الوقت غير مناسب للحديث وقرر الرجوع ولكن وهو فى طريقه للرجوع شىء ما دفعه لأن يكمل ما بدأ فيه وأن يذهب ليتكلم معها ,وبالفعل ظل يبحث عنها فتره قصيره فلم يجدها فى الحرم الجامعى ..فاعتقد أنها خرجت لتركب أحد وسائل المواصلات لتذهب إلى البيت فخرج مسرعا وبالفعل وجدها تتجه إلى موقف السيارات,وكانت ندى لازالت تنظر خلفها على أمل أن يأتى ..وبالفعل وجدته فابتسمت وحاولت أن تنتظر مع أصحابها قليلا بحجة أنها تريد شراء بعض الاشياء.
فجرى خالد بسرعه متجها إليها والفرحه تملأ عينيه.
اذا باحد السيارات التى يقودها احد المتهورين تصدمه فيسقط على الارض, وكان يحمل معه ورده يريد أن يعطيها لها.فصرخت ندى واتجهت إليه مسرعة ..ولكنه كان قد لفظ أنفاسه الاخيره وآخر كلمه قالها ندى...وفى هذه الليله إنطفأ نور القمر بل بكى فيها.....؟

بقلم / إبراهيم رمضان غازي
roma